مقالات

رمضانيات بقلم المستشار الدكتور احمد ابوعليو

رمضانيات
اخي الصائم …
هل لا تهفو نفسك إلى العتق من النيران في هذا الزمان؟
هل لا تهفو نفسك إلى المغفرة والرحمة والعفو من قبل ربك الرحيم الرحمن؟
كلنا يدعي ذلك، والأمر ليس بالأماني..
إنما نحتاج إلى نية حقيقية لبلوغ هذه المنازل العالية، فلو لم تعد عدتك فلا تخدعن نفسك..
فخبرني بالله عليك ممن ستكون؟
هل ستكون من السابقين للخيرات؟ أم ستكون من المبعدين المخلفين عن صراط الله المستقيم؟
إذا أردت أن تعرف هل أنت من السابقين الذين سيعدون العدَة أم أنك من المخلَّفين، فانظر إلى حالك وصفتك وقارنها بصفات بهؤلاء السابقين
الصفة الأولى: خشية الله
قال تعالى {الَّذِينَ هم مِّن خَشيَةِ رَبِّهِم مّشفِقونَ}
والخشية مصدرها العلم فهؤلاء عرفوا ابتداءا من هو ربهم بصفات جلاله ولذلك أشفقوا وخافوا وعظّموا ويعلمون أن الله مطلع عليهم في الخلوات، وقد قال أهل العلم: “أعظم سائق إلى الله الخوف والخشية منه فخوفهم هو الباعث لهم على سلوك صراط ربهم المستقيم…
فهل أنت كذلك؟ خائف؟ وجِّل؟ مشفِّق؟… أم أنك لاهٍ؟ عابث؟ تدخل على الفتن بجرأة؟
الصفة الثانية: يتدبرون ويؤمنون بآيات ربهم
قال تعالى {وَالَّذِينَ هم بِآيَاتِ رَبِّهِم يؤمِنونَ}
وآيات الله على قسمين: آياته المتلوة و آياته المشاهدة في الكون.
هؤلاء يوقنون، يؤمنون، يصدقون بقلوبهم وتظهر علامات التصديق في أعمالهم، هؤلاء إذا مرت عليهم آية من آيات الله تدبروها وتأملوها و علموا مُراد الله منها.
وأنت يا عبد الله، ألا تمُر عليك النُذر بعد النُذر؟ ألم يمُت لك قريب أو صديق؟ ألم تمر عليك بعض البلايا، التي أرسلها الله لك حتى ترجع إليه وحتى تتوب إليه؟
الصفة الثالثة: التوحيد وعدم الشرك
قال تعالي {وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ}
فلا يُشرك بربه أحد؛ يحبه من كل قلبه ولا يُحب أحدًا سواه فكل محبوبٍ عنده محبوب في الله، ولا يذل ولا ينكسر ولا يخضع لأحدٍ سواه، ولا يسأل الناس شيئًا بل يتوكل على الله ويفوض أمره له وحده لا شريك له…
فهل الله هو أعظم محبوبٍ عندنا؟ أم الدنيا وشهوات النفس؟
الصفة الرابعة :الخوف والرجوع الي الله
قال تعالي :{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} حين يتقربون بالطاعات، يخافون ألا تُقبل منهم…
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ..} قالت عائشة: هم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟، قال: «لا يا بنت الصديق؛ ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات، وهم لها سابقون»
اخي الصائم
1- أكثِر من الاستغفار والتوبة، وإياك أن تكون مدمنا لمعصية.
2- اعلُ بهمتك: وليكن شعارك: “لن يسبقني إلى الله أحد”، فنحن في زمان الفتنة والحي لا تؤمن عليه الفتنة، خشية أن ينتكس بنا الطريق وأن يُقلب القلب وتكون الخاتمة كذلك والعياذ بالله.
3- افتح أبواب الخير: سارع في الخيرات من الآن، عليك بالصيام والقيام، اجعل بينك وبين كتاب الله علاقة وثيقة وضاعف من وِردك، اجمع صدقات ووزَّع الأطعمة.
4- مشارطة النفس: ضع أمامك أهداف إيمانية حتى تُذكر نفسك بها الفينة بعد الفينة، أما أن يكون قصارى جهدنا ومبلغ علمنا همومنا الدنيوية فلن تفلح في الطريق.
5- إياك واجتراح السيئات: تذكر دائمًا أبدًا أننا في شهر من الأشهر الحرم، التي قال الله -تعالى- فيها: {..فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ..} فإياك وجراحات السيئات، إياك أن تظلم نفسك بارتكاب المنكرات في هذا الزمان الذي تعظُم فيه هذه المخالفة.
اخي الصائم
قد بينت لك صفتك إن كنت مريدا للسباق
وبينت لك كيف تسير إلى ربك؛
فتأمل هذه الآيات في هذه الأيام الخاليات لتكون نصب عينيك فيكون منها العدة الإيمانية في زمان العدة.
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام…
كل رمضان وحضراتكم واسركم الكريمه بكل خير وسرور..
ليت العام كله رمضان………

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى