كرابيج المستشار الدكتور احمد ابوعليو و مجلس النواب الجديد
بقلم المستشار الدكتور احمد ابوعليو
المشهد السياسي
مجلس النواب ونصف الكوب الفارغ
بعد ان اوشكت انتخابات مجلس النواب علي الانتهاء وبقراءة سريعة في المشهد الانتخابي نجد ان السادة المسئولين كان لاهم لهم ان الا انجاح قائمة اختاروها والتي لا يعلم اصحابها عن دوائرهم او مشاكلها اي شيء وربما لا يعرف الناخبين اسماء هؤلاء او ماذا يعملون او حتي ماهي الاسس التي تم اختيارهم علي اساسها .
او انهم يعملون او يوجهون باختيارات اصحاب حزب معين او فئات معينه او مرشحين بعينهم دون بقية المرشحين .
ولا يخفي علي احد ما حدث من رشاوي سياسية للناخبين تحت سمع وبصر السادة القائمين علي العملية الانتخابية دون ان يحرك لهم ساكن .
وكأن هؤلاء يقولون لنا لا تنظروا إلى نصف الكوب الفارغ، وانظروا دائما إلى النصف المملوء بالماء. .والذي تم ملئه بمعرفتنا …..
او ان حالهم يقول لنا لا تكونوا متشائمين، فالكوب به ماء فى نصفه..
وكأن القائلين او المسئولين اكتفوا فقط بالنصف المملوء ولا يريدون غيره..
علي الرغم من أهمية النظر إلى النصف الفارغ حتى نبحث عن آليات لملئه إلى آخره.
فأهمية النظر إلى النصف الفارغ فى الكوب تساوى النظر إلى النصف المملوء، بل تفوقه.. لأن الحديث عنه يجعلنا لا ننسى أنه فارغ في خضم الأحداث التي تتوالى..
بل ان النظر إلي النصف الفارغ من الكوب يعطينا دفعة للبحث عن طرق ووسائل لإكمال النصف الاخر من الكوب.
وذلك لان من أراد أن يستمر فى تحقيق الإنجازات وألا يتوقف عن العمل عليه أن يجد من ينبهه دائماً إلى أوجه النقص والقصور..
وأن يشير عليه دائماً بالعراقيل التى تواجه عمله.. ويحذره من أطراف تحاول عرقلته..
لأن من يعمل يكون تركيزه فى العمل، ولا ينظر إلى أبعد من عمله، فهو يريد أن يحقق أهدافاً وضعها لنفسه ولا يريد إلا الإنجاز لأن فرحته كبيرة..
فى حين انه قد تقع فى أثناء العمل أخطاء أو ممارسات تثير مشاكل كبرى تعرقل العمل، وهنا يأتي دور من يتحدث ويراقب النصف الفارغ لينبه إلى أن الكوب ما زال نصفه فارغاً.
فكل من ينظرون إلى نصفى الكوب هدفهم واحد، وهو الوصول إلى مرحلة تقترب من إتمام ملء الكوب ..
ومن هنا فان وجود الطرف الناظر إلى النصف الفارغ مهم جداً للذى يرى نصف الكوب المملوء، والاثنان مهمان للذين يعملون على ملئه.
هؤلاء الذين ينظرون الي النصف الفارغ من الكوب ويحاولون ملئه اشبههم بالضمير الذي ينبه صاحبه عن القصور الذي يعتريه فيحاول اصلاح ما افسده .
فلكل مجتمع مهما كبر أو صغر أشخاص يقومون بدور الضمير، ينبهون إلى أى أخطاء تقع أو يمكن أن تقع وهؤلاء هم من يطلقون عليهم الناظرين إلى النصف الفارغ..
وضمير المجتمع دائماً يدافع عنه وعن قيمه وعن مبادئه وأهدافه وسيادته.
ايها السادة
كان لابد عند اجراء العملية الانتخابية ان نأ خذ في الاعتبار الذين ينظرون الي النصف الفارغ من الكوب وان نترك لهم مساحة للظهور لانهم هم الذين سيحاولون التنبيه علي الاخطاء التي وقعت نتيجة لمليء نصف الكوب ويحاولون اصلاحها مع الاخرين وكل هذا هدفه ملئ الكوب الي نهايته .
ايها السادة
ان كل مجتمع يريد ان يتقدم فعليه اولا أن يحترم ما يعلنه أو يقوله من يمثلون ضمير الأمة، وثانيا يحترم الرأي و الرأى الآخر الذى ينظر إلى نصف الكوب الفارغ، ويلفت النظر إلى أوجه القصور وسبل علاجه.
فالدول تحتاج إلى هؤلاء أكثر من مما تحتاجه من المؤيدين..
وتحتاج إلى الرأى الآخر حتى يعلم كل مسئول أنه لا يعمل فى دون رقيب..
فالمعارضة الوطنية مهمة لكل دولة تريد أن تحقق قفزات تنموية كبيرة .
لانها من وجهة نظري هي الحارس الأمين للإنجازات، وهى جرس الإنذار المبكر لأى مخاطر قد تحدق بالمجتمع.
ايها السادة
يجب أن نعيد الاعتبار إلى الناظرين إلى النصف الفارغ من الكوب.
وأن نجعلهم يحذروننا من أي شيء غائب عنا بسبب انهماكنا فى العمل والسرعة المطلوبة لتحقيق الإنجاز .
حتى يأتى اليوم الذى يكون فيه الكوب مملوءا إلى آخره وهو الهدف الأسمى لنا جميعاً.
حفظ الله مصر وبارك شعبها
وتحيا مصر ….. تحيا مصر ….تحيا مصر