تكريم المقاتل الفدائي محمد عمر عزوز… بطل من ذاكرة الوطن يكرّمه الصالون الملكي بالقاهرة
كتب عبدالرحمن محمود
في أمسية يختلط فيها عبق التاريخ بوهج الحاضر، كرّم الصالون الملكي بالقاهرة واحدًا من رموز البطولة والفداء في سجل القوات المسلحة المصرية، اللواء المقاتل الفدائي محمد عمر عزوز، تقديرًا لمسيرته الخالدة ضمن صفوف مجموعة 39 قتال، المجموعة الأسطورية التي قادها الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي، والتي سطّرت بدماء رجالها صفحات لا تُنسى في معارك الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة.
فارس من رجال الظل… يقاتل خلف خطوط العدو
لم يكن اللواء محمد عمر عزوز مجرد ضابط يؤدي واجبه؛ بل كان مقاتلًا فدائيًا من طراز فريد، شارك في تنفيذ سلسلة من العمليات النوعية خلف خطوط العدو خلال سنوات الاستنزاف، وفي السادس من أكتوبر والعبور العظيم، مقدمًا نموذجًا للمقاتل المصري الذي لا يعرف المستحيل.
سجّل التاريخ لمجموعته بطولات جسّدت معنى التضحية، وكان سيادته أحد رجالها الذين وضعوا أرواحهم على أيديهم من أجل أن تبقى راية الوطن مرفوعة. إصابته في إحدى العمليات الحربية ليست سوى وسام شرف جديد يضاف إلى سجل ناصع من الكفاح والتضحية.
مسيرة مُشرّفة تُوّجت بأرفع الأوسمة
لم يكن التكريم الجديد إلا حلقة في سلسلة من التقدير المستحق؛ فاللواء عزوز حاصل مسبقًا على نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى، وهو من أعلى الأوسمة التي تُمنح لأبطال القوات المسلحة الشجعان، تقديرًا لمواقفهم البطولية وجهودهم في حماية الوطن والدفاع عنه.
تكريم يليق برجل قدم الكثير للوطن
جاء احتفاء الصالون الملكي بالقاهرة بهذه القامة الوطنية تثمينًا لدور أبطال الظل، الذين عملوا في أصعب الظروف وأخطر الميادين، وساهموا بجهودهم في تحقيق نصر أكتوبر الذي غيّر وجه المنطقة وأعاد لمصر كرامتها وسيادتها.
إن تكريم اللواء الفدائي محمد عمر عزوز ليس تكريمًا لشخصه فقط، بل هو تكريم لجيل كامل من الرجال الذين حملوا أرواحهم على أكفهم ليصنعوا للأمة مستقبلًا جديدًا.
ختامًا…
تبقى سيرة اللواء محمد عمر عزوز صفحة مضيئة في سجل العسكرية المصرية، ورمزًا للبطولة الحقيقية التي لا تحتاج إلى ضجيج، بل يكفيها صدى التاريخ والشرف الذي يلازم أصحابها ما حيوا… وما بقيت مصر.
