المزيد

ملكة الأزرار.. رائعة عطية ورحلة البحث عن ألغاز وطلاسم الكون ومناطقه الرمادية المجهولة  

ملكة الأزرار.. رائعة عطية ورحلة البحث عن ألغاز وطلاسم الكون ومناطقه الرمادية المجهولة  

 

-عطية: تركت أبطال الرواية يصنعون الأحداث عبر الركض على الورق الأبيض والحبكة تتخلق خلال عملية الكتابة 

– اكتشفت خلال كتابة العمل كأن الرواية هي التي تكتبني وتوجهني وكأنها سيدة تطلب منك أن تقص قصتها 

– حين شرعت في الكتابة لم أعلم كيف ستنتهي الرواية وأظن أن هذا أفضل ما يحدث لأي كاتب حيث تترك الأمور لإغداقات ومنح الإلهام 

– هناك شخصيات بزغت على الورق خلال الكتابة وأخرى كانت بمخططات ومسودات الرواية الأولية لكنها لم تشارك فظلت حبيسة الأوراق

 

كتب – نصر بدوي

 

صدر للصحفي والكاتب محمد عطية رواية “ملكة الأزرار” عن دار الثقافة الجديدة والتي تعد أول أعمال المؤلف التي يضع من خلالها أول قدم له في عالم الكتابة الأدبية.

 

وتتسم رواية “ملكة الأزرار” بأسلوب مميز فيما يتعلق بالحكي واستعمال أسلوب الشهادات الذاتية حيث تقص كل شخصية من شخصيات الرواية وتورد تفاصيل حياتها وتاريخها وواقعها وأحلامها والعراقيل التي تقف ضد تلك الأحلام والطموحات عبر استعمال ضمير المتكلم، وتتميز تلك الشخصيات بالغرائبية حيث تعيش في عوالمها الخاصة وتحاول من خلال معاناتها وآلامها التعرف على العالم واستكشاف ما يحويه من ألغاز وطلاسم ومناطق رمادية مجهولة، وعبر رحلات سردية مليئة بالتساؤلات والتجربة والخطأ يضع أبطال الرواية أقدامهم على أول الدرب للوصول إلى حل إشكالياتهم وأزماتهم.

 

ويمزج عطية في روايته ما بين الواقع والخيال، في أسلوب يذكرنا بالواقعية السحرية الذي اتسمت به أعمال كل من جابرييل جارسيا ماركيز وجوزيه ساراماجو وإيزابيل الليندي ويعتمد هذا الأسلوب على أساس مزج عناصر متقابلة في سياق العمل الأدبي، على أن تكون متعارضة مع قوانين الواقع التجريبي فتختلط الأوهام والمحاولات والتصورات الغريبة بسياق السرد.

 

ويجد القارئ لرواية “ملكة الأزرار” أن عطية قام بتوظيف تقنيات قائمة على عناصر الفانتازيا كما استعان الرواي بمخزوناته من القراءات سواء على صعيد التراث الصوفي وحكايات الأولياء والعارفين إضافة إلى المؤلفات والوثائق التاريخية أو تلك الخاصة بالمعتقدات الشعبية الأفريقية ووظفها في رسمه ونسجه لشبكة العلاقات بين شخوص العمل.

 

ويؤكد عطية: “عندما شرعت في كتابة العمل كان لدي تصور شبه كامل لكل بطل من أبطالها وملامحه وسيرته الذاتية، وكل ما فعلته هو تركهم يصنعون الأحداث عبر الركض على الورق الأبيض”، مضيفا “من المؤكد أن الحبكة الروائية تتخلق خلال عملية الكتابة عبر استلهمات اللحظة، والأمر يتوقف على ما تجود به تلك اللحظة من أفكار ومنظورات ورؤى وزوايا”

ويضيف مؤلف الرواية” اكتشفت خلال كتابة العمل، يوما بعد يوم، كأن الرواية هي التي تكتبني ولست أنا الذي أفعل، كان الأمر أشبه بسيدة توجهك وتطلب منك أن تحكي حكايتها وتقص قصتها، وليس عليك سوى إمساك القلم أو زر الكيبورد وتضغط” لافتا بقوله “حين شرعت في الكتابة، لم أكن أعلم كيف سينتهي العمل الأدبي، وأظن أن هذا أفضل ما يحدث لأي كاتب حيث تترك الأمور لإغداقات ومنح الإلهام، ومع الوقت بدأت الشخصيات تحدد نهاياتها وتصنع أفعالها بنفسها بشكل يدهشك ككاتب تؤلف نصا، لكن في وفي نفس الوقت فإن أبطال هذا النص يتحاورون معك ويجادلونك ويتصارعون معك ذهنيا وفكريا”.

 

ويختم عطية “هناك شخصيات بزغت على الورق خلال القص، وأخرى كانت في مخططاتي ومسوداتي الأولية للعمل لكنها لم تشارك به خلال الحكي والكتابة فظلت حبيسة الأوراق. هناك أيضا شخصيات تنامت أبعادها واتخذت مسارات وشهدت انعطافات قادتها إلى المصير النهائي في خاتمة العمل. الأمر مرهون بروح العمل الأدبي وهل يسمح بظهور وإبراز هذا البطل أم إخفاءه أو إغفاله “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى