عاجل

ماذا يحدث لو وضعت تلك الحكمة فى كل المؤسسات وفى مكاتب الوزراء ومسئولى الدولة؟ 

يحكى أن «ملك» قد جمع كل حكماء عصره، وطلب منهم كتابة عبارة تكتب فوق عرشه لينظر إليها فى كل وقت ليستفيد منها «أريد حكمة بليغة، تعلمنى الصواب وقت شدتى، تعيننى على إدارة أزماتى، وتكون خير موجه لى فى حالة السعادة والفرح».

احتار الحكماء فى أمرهم متسائلين «هل يمكن حكمة واحدة تصلح لجميع الأوقات والظروف والأحوال؟. إننا فى وقت الشدة والكرب نريد من يهون علينا مصائبنا… وفى حالة الفرح نطمح إلى من يبارك لنا ويتمنى لنا دوام الحال!!. بعد شهر، عاد الحكماء إلى الملك وقد كتبوا عبارات وحكما كثيرة ولكنها لم ترق كلها إلى الملك.. إلى أن جاءه أحد الحكماء قائلا «يا مولاى… الدنيا لا تبقى على حال، ومن ظن بأنه فى مأمن من القدر فقد خاب وخسر . أيام السعادة آتية، لكنها حتما ستمر . وأيام الحزن التى تدمى الفؤاد آتية ولكن الحزن أيضا سيمر.. ستأتى أيام النصر لتدق باب مملكتك وسيهتف الجميع باسمك الميمون، لكنها يا مولاى أيام طالت أو قصرت ستمر !!!. سترى رفعة بلاد ورفعة أناس لكن سنة الله فى الكون أن هذا كله سينتهى وسيمر… يا مولاى… البعض لا يفقه هذه الحكمة فيملأ الدنيا صراخا وعويلا حال العثرة ويظن أن كبوته قاصمة لظهره وأنها نهاية المطاف.. حينها يحتاج لمن يثبت عزيمته مؤكدا «أن كل هذا حتما سيمر»!!!

والبعض الآخر يا مولاى .. ينتشى سعيدا بانتصاره فلا يضع فى حسبانه أن الأيام دول، فيتطرف فى سعادته ظنا منه بأنه قد ملك الدنيا وما بعدها ولكنها أيام وستمر !!.. حكمة الله يا مولاى .. إن كل أحوالنا، حسنها وسيئها، سرورها وحزنها، حتما ستمر. حينها تبسم الملك راضيا، وأمر بأن تنسخ هذه الحكمة البليغة، وتوضع فى كل ميادين المملكة ليعرف الجميع أن «كل هذا حتما سيمر». صدقت يا حكيم ..

فالحال لا يدوم على وتيرة واحدة.. ولا الحياة تدوم على حال واحد «وتلك الأيام نداولها بين الناس» فأصدقاء الامس أعداء اليوم، وأحياء اليوم أموات الغد، وأعداء الأمس أصدقاء اليوم .. فاصبر فإن ما يؤلمك اليوم سيزول غدا .. وارض بما كتب الله لك «ولسوف يعطيك ربك فترضى». كلما تذكرت كلمات الشاعر محمد حمام ..» أنا راض بكل ما كتب الله…و مزج اليه حمدا جزيلا .. أنا راض بكل صنف من الناس .. لئيما ألفيته أو نبيلا ..

فالرضا نعمة من الله لم يسعد.. بها فى العباد إلا قليلا .

علمتنى الحياة أن لها طعمين .. مرا، وسائغا معسولا. فتعودت حالتيها قريرا .. وألفت التغيير والتبديلا. فذليل بالأمس صار عزيزا .. وعزيز بالأمس صار ذليلا. ولقد ينهض العليل سليما .. ولقد يسقط السليم عليلا. اللهم يا مغير الحال والأحوال غير حالنا إلى أحسن حال، يارب… لكن… السؤال الآن ماذا يحدث لو وضعت تلك الحكمة فى كل المؤسسات وفى مكاتب الوزراء ومسئولى الدولة؟ 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى