المزيد

ف مديح العصامية المصرية.

ف مديح العصامية المصرية.
مع وصول الحملة الفرنسية ع مصر كان تعداد المصريين ٣ مليون نسمة، وف الاربعينيات كنا ٢٠ مليون والوقت الحالي عدد المصريين ف الداخل ١٠٣ مليون.
كان الفلاح المصري ف القرن التاسع عشر (1800_1900) ووقتها اغلب سكان مصر كانوا يمتهنوا الزراعه، اغلبهم كانوا اشبه بالعبيد لدي مالك الارض التركي او المملوكي أو حتي المصري ذيل الاحتلال.
كان الفلاح يعمل ف الارض مقابل الغذاء والسكن ولم يكن يملك من امره شئ ويلبس ملابس بالية ولا ينتعل حذاء واشد الناس فقرا اليوم اسعد وافضل حالا من السواد الاعظم من المصريين ف ذلك الوقت، وقتها لم يكن هناك اعيان ولا عائلات ذو اصول ولا بشوات، لم يكن يوجد الا الاغوات المماليك والاتراك.
مع وجود محمد علي ومحاولته تحديث الدولة المصرية حتي لو كان غرض التحديث مجده الشخصي وبناء امبراطورية له ول ابنائه، لكن صحب التحديث انتظام ف الري وبتالي ف الانتاج ووجود فوائض يملكها الفلاح ويستطيع استأجر ارض بل واستبدال منتجاته الزراعية بمنتجات اساسية لم يكن يعرفها من قبل، زي مثلا الحلة او الطشت النحاس.
حاول محمد علي تنظيم مؤسسات الدولة وتحديث التعليم ف البداية نظر المصريين للتعليم بريبة وقلق وبسبب شدة محمد علي وإجباره الناس ع التعليم بالعنف ما كان احد التحق به، ف بعض الأحيان كانت تخطف الاولاد من الشوراع ل الحاقهم بمدارس داخلية وكتير منهم بعد كده اخدوا دكتوراه من اوروبا.
بعد التعليم عرف المصريين الميري ل اول مره ونظرة المصريين للشغل ف الحكومة كانت زي نظرتنا دلوقتى للميتا فيرس بتاعت مارك كده.
الى هوه انا هشتغل عمل بوقت محدد وكمان هقبض مرتب اخر الشهر وهأخد معاش لما اوصل لسن محدد، يعني مش هكون موطي طول عمري ف الارض تحت الشمس وبنضرب بالكرباج وف الاخر ملقيش عيش حاف اكله.
ده خلق عند المصريين نوع من الولاء او حتى المعرفة بحدود الوطن نفسه والانتقال من حدود القرية لحدود المدن ولحدود الدولة بعد كده وحتي السفر للتعليم خارج القطر.
وبعد ما كانوا بيقطعوا صوابعهم وبيدقوا وشم او صليب ع ايديهم عشان الجيش كان ممنوع ع الديانات الاخري.
مع وجود ترقي وظيفي ف الجيش ف عصر الوالى محمد سعيد، بدا يبقي ف ظباط مصريين محتاجين يتحكموا من حاكم مصري ويتساووا بالظباط الاتراك والشركس ومن هنا حصلت ثورة عرابي وغيرها.
المصريين كانوا عطشانين ل اي علوم تجيلهم من الخارج واثبتوا كفاءة عظيمة ف التلقي والتعلم والتطوير، كل ده واكتر كانت رحلة المصريين العصامية للترقي من حالة الفلاح الى مش لاقي قوته لحالة المتعلم او الموظف او الفني او حتي مالك الارض الوطني او الرأسمالي الوطني.
رحلة مشرفة قصاد عالم من عدم احترام العلم ومن الصعود الاجتماعي الشمال ومن جلد النفس والذات وكره البلد ومن جربعة التفاخر ب الانساب من الجدود العمد او الباشوات ايام الملك.
رغم ان اصلا التفاخر ده ف اغلب الاحيان يدين الشخص لا يشرفه ولو يشرفه فهوه يشرف جهد وعرق جدوده الشرفاء ف الترقي الاجتماعي مينفعش يقابلها قعود وتفاخر بلا عمل من احفادهم.
¶ (بتصرف من الفصل الاول من كتاب تاريخ العصامية والجربعة محمد نعيم)
¶ إعادة نشر بتاريخ ٢٥/٢/٢٠٢٢

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى