المزيد

«وهم» «الشبكة السابقة بكتير»

«وهم»

«الشبكة السابقة بكتير»

 

بقلـم: عبداللطيف حامد

 

ردود الفعل الهجومية من المشتركين على الحملة الترويجية الجديدة لإحدى شركات المحمول «شبكة سابقة بكتير» تجسد حال الخدمات التى تقدمها هذه الشركات خلال الفترة الأخيرة، فهى تتراجع للخلف على الدوام، وتتدهور من سيئ لأسوأ، ولا تسر عدوا ولا حبيبا، فغالبية المكالمات لا تتم من المرة الأولى، ونسبة الانقطاع أثناء الاتصال متصاعدة، وجودة الصوت رديئة، وهذا ما يحدث داخل العاصمة والمدن الكبرى، وبالطبع فى الطرق السريعة والمناطق الريفية، فحدث ولا حرج، ويصل الأمر إلى سقوط الشبكة تماما، مما يجعل العملاء يضربون كفا بكف عندما يتذكرون شعارات التحديث والتطوير فى الشبكات.

 

الواقع للأسف يؤكد سوء خدمات المحمول، ويكذب ادعاءات التغطية القوية فى كل مكان كما يزعم النجم أحمد عز فى إعلان تلك الشركة المستفزة لمشاعر المصريين، فالشبكة خارج الخدمة فى قلب العاصمة وليس فى نفق تحت الأرض، وتسقط فى الميادين الرئيسية على عكس ما يدعى وصولها إلى وسط الصحراء، وتترنح الخدمة فى القاهرة وأخواتها بينما يتصنع شدتها فى شلاتين والمدن الحدودية، بل وتغيب الشبكة عن الوعى فى الأدوار الأرضية والعلوية معا فى حين يتوهم صناع الإعلان قوتها داخل سيارة معزولة، وكان الأولى بالقائمين على إدارة الشركة المنافسة مع الشركات الأخرى فى تطوير الشبكات، وإعادة هيكلة بنيتها التحتية، ووضع برامج دورية للصيانة من أجل تحسين الخدمات بدلا من السباق الغريب على نجوم الفن والرياضة لتقديم إعلانات لها بأرقام خيالية، بلا مردود حقيقى لها، وكل القصة أن مسئولى التسويق تربطهم علاقة شخصية أو مصلحة مادية بالفنان الفلانى أو النجم العلانى أو المغنى الترتاني، ولا عزاء للمشتركين الذين يدفعون فواتير نارية أو يشترون كروتا بأرقام خيالية، «والعميل اللى مش عاجبه يشرب من البحر».

 

ومنعا للقيل والقال، وكثرة السؤال، أجدنى مدفوعا للاستشهاد ببعض صرخات المشتركين فى هذه الشركة، وتعليقاتهم على الحملة الأخيرة صاحبة العبارة العريضة، والأكلاشيه الكبير «الشبكة السابقة بكتير»، فهذا غيض من فيض ردود المتابعين لقناة الشركة على موقع «يوتيوب»، أحد العملاء قال «الشبكة فى مدينة الأمل فى إمبابة زى الزفت» مع تكرارها مرات عديدة ولم يرد عليه أحد لأن كلامه ليس على المزاج أو فى السكة المطلوبة التى تسير فيها اللجان الإلكترونية لمن يديرون دفة ميزانية الدعاية بالشركة على منصات التواصل الاجتماعى، وهذا مشترك آخر يقول «ونبى بعد إذنكم يا بتوع أقوة شبكة فى مصر، إحنا بنعانى من قلة جودة الشبكة عندنا فى السلام النهضة…» وهنا واضح اختلاف المنطقتين، فأين كفاءة الخدمات فى كل مكان برا وبحرا وجوا وتحت الأرض، وفى الأماكن المعزولة يا سادة؟، وعلى نفس المنوال يقول مشترك اسمه أحمد ذاكر»أسوأ شبكة فى مصر، وعلى طول واقعة»، واضح من البوست حجم المعاناة مع الشبكة اللوذعية، والقصص المفبركة عن قوتها الخارقة، وأدائها الخيالى، وقالت «سلمى جلال»: «محصلش الكلام ده، أنا فى البيت عندى ومفيش شبكة واللى بيرن بيديله مغلق، وساكنة فى حتة حيوية جدا، وكل الشبكات التانية شغالة إلا…، ولما بروح بيت تيتية نفس الكلام، كفاية كدب بقى قرفتونا»، يعنى بشهادة شاهدة من أهلها وفى منطقتين مختلفتين الخدمة سيئة رغم أنها أحياء فى قلب المدينة وليس قرى أو عزب ـ مع كامل احترامنا لأهلنا وناسنا فى الريف ـ لأن المشكلة هناك أعظم وأخطر، ولا حس ولا خبر، أما إسلام عاطف يبدو أنه أصابه اليأس من إصلاح الشبكة بدليل تعليقه النارى «لا دى… شبكة فى مصر، هو السيستم بيشتغل ساعة على بعض..»، وعلى نفس السيناريو قال «محمود محمد» «بأمارة إن 3g شغال طول الوقت وموبايلى 4g لما أكلم الشركة يقولى مش عارف أساعدك، يقولى اشترى خط جديد»، أما الكابتن أسامة علق قائلا «إعلان جامد وأحمد عز جامد، بس والله الشبكة لسة مش جامدة، ياريت يبقى فيه مصداقية شوية مش كلام أعلانات…».

 

وإذا انتقلنا لتعليقات المشتركين على صفحة الشركة بالفيس بوك لن يختلف الأمر كثيرا، فهذا «محمد باشا» يؤكد «تليفونى كل واحد يتصل يقولوا الرقم خارج الخدمة»، ويرد «محمد صفوت» «أنا تعبت من التعامل معاكم»، وتضيف «رونى عادل».. «أنا لسه شاحنة والرصيد انسحب معظمه، إزاى يعنى ولا اتكلمت ولا فيه باقة مع العلم كان فيه رصيد قبل ما اشحن».. أعتقد البوستات شارحة نفسها، ولا تحتاج للتفسير، فهل يا ترى تأخذ الشركة بنصائح أصحاب المصلحة الحقيقيين، ولا تبالغ فى وعودها البراقة حتى لا تفقدهم.

 

صحيح هناك بعض المشتركين كان لهم بوستات إيجابية بحكم الإبهار الموجود فى الإعلان، واحترافية صناع الإعلان مع اختيار أماكن تصوير حلوة إلى جانب نجومية أحمد عز، لكن من الخطأ تجاهل غضب العملاء المتضررين من تدنى الخدمات، خصوصا أنها على الصفحات الرسمية للشركة، وإذا لم يتحسن الأداء سيغادر هؤلاء المشتركون وغيرهم إلى الشركات المنافسة وفى مقدمتها الشركة الوطنية «وى» لأنها تقدم عروضا أفضل، وشبكتها فى تحسن، وخدمة عملاء سريعة التواصل، فضلا عن أنها تضخ إيراداتها فى شرايين الاقتصاد المصرى، ولا تخرج خارج البلاد، وهو ما يترجم وصول حصة الشركة إلى 12 مليون مشترك فى خمس سنوات، وهذا لا يمنع من مطالبة إدارتها بتحسين الخدمات المقدمة للمصريين بأقل التكاليف، وبما يتماشى مع تطلعاتهم واحتياجاتهم إلى جانب من الشركات العاملة بسوق المحمول فى مصر.

 

وطالما أننا اقتربنا من شهر رمضان الكريم لابد من لفت انتباه كل شبكات المحمول إلى خطورة إهدار أموال عملائها على نجوم الحملات الدعائية بينما مستوى الخدمات فى انخفاض، وبدلا من تخصيص أكثر من 10 مليارات جنيه فى السباق الرمضانى لكل شركة من أجل ضم كبار النجوم فى مجالى الفن والرياضة لحملاتها، وجعل العميل فى ذيل قائمة الاهتمامات، وتجاهل الشكاوى المتواصلة من تدنى الخدمة، عليهم ادخار هذه الأموال الضخمة لتطوير البنية التحتية للشبكات، وزيادة التغطية فى كل المناطق لأن خدمات الاتصالات من أهم عوامل التنمية التى تستهدفها الدولة فى كل المجالات، كما أنه من حق المصريين الحصول على خدمات اتصالات متكاملة بما يليق بهم، ويتناسب مع ما أنفقته الحكومة من فاتورة كبيرة على هذه المنظومة فى السنوات الثمانى الأخيرة، ولغة الأفعال أهم للمشتركين وأنفع من الأقوال والشعارات.

 

حمى الله مصر وشعبها وقيادتها ومؤسساتها الوطنية من كل سوء.

 

Etisalat Egypt

Vodafone Egypt

Orange

الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات – مصر

Telecom Egypt

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى