مقالات

سيظل نبض الحياة بداخلك وان توقف في ربوع العالم”

سيظل نبض الحياة بداخلك وان توقف في ربوع العالم"

كتبت.د.ماريان جرجس
“سيظل نبض الحياة بداخلك وان توقف في ربوع العالم”، منذ بضعة أشهر ومصر كانت تلوح برايات السلام، أعادت ضبط كثير من المصطلحات الحقوقية ونادت بالسلام للجميع، ناضلت من أجل منع الحروب الهجرة الغير شرعية، فكانت مثل فٌلك نوح الذي استكان إليه كثير من الأطراف الدولية.
هكذا أيضًا الآن وفى ظل تلك الكارثة العالمية، فالوباء هو الخطر الأول أو المباشر ولكن التبعات الاقتصادية المترتبة عليه هي الأخطار الحقيقية الغير مباشرة والمزمنة، وهنا شاءت الأقدار أن يسمح لنا الوقت أن نتعلم من الدول المجاورة في المنطقة، ومُنحنا الوقت اللازم لمجابهة ذلك الخط، ولأن مصر لابد أن تبقى ملاذ الإنسانية علينا وبمنتهى الحزم مواجهة ذلك الخطر منعًا من أي عواقب وخيمة مزمنة، فالاقتصاد المصري والسياحة كانا يحققان أرقامًا قياسية يوم تلو الأخر، من المتوقع أن يحدث هبوط – بالطبع- ليس على المستوى المحلى فقط ولكن على المستوى العالمي.
لكن هناك خيارين، من الممكن ألا نحتوى تلك الكارثة الفيروسية ونهبط بكل المؤشرات، مثل الدول الأوروبية اليوم ولكن عندما تسقط مثل تلك الدول، سرعان ما ستستطيع استجماع أشلاءها لأنها دول غير نامية، أما الدول النامية التي كادت أن ترى النور والنجاح الاستقرار، إذا سقطت في تلك العواقب الوخيمة ستحتاج إلى أضعاف الوقت التي ستحتاجه الدول الأوروبية وأضعاف الوقت الذي اتخذناه لنحقق تلك النجاحات الاقتصادية، فلن نجد من يساعدنا حينها، بل سنجد الكثير من الخصوم يفرحون  بتلك العواقب الوخيمة التي ستلحق بالاقتصاد والصناعات الوطنية والمؤسسات.
ولأننا جاهدنا الكثير في الخمس سنوات الماضية لنصل إلى ما تحقق اليوم، بقرارات الرئيس والقيادة الحكيمة وبجهد سواعد المصريين، ليس من الأفضل بل من المُلزم  – ولا خيار أخر- لنا أن نواجه تلك الكارثة ونتصدى لها بكل الوسائل العلمية وعلوم الأوبئة متماشية مع سلوك المصريين الذي قد لا يتسع الوقت لتعديله اليوم.
علينا تعظيم الصناعة الوطنية بقطاعها الخاص والعام وأيضا بالشراكة مع القوات المسلحة وعدم توقفها نهائيا مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية، وتعظيم إنتاج السلع الخدمية واللوجستية لمواجهة تلك الكارثة مثل المطهرات والكحول وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها في السوق المحلية بل وأيضًا تصديرها للخارج!
فما أجمل أن يرى دول الاتحاد الأوروبي الذين توقف إنتاجهم  ومصانعهم، منتجًا “صنع في مصر”  في مثل هذا التوقيت خاصة وان كان من المنتجات التي يتكالب عليها المواطن الاوروبى مثل المطهرات والكحول والصابون والكمامات  الطبية أو المستلزمات الطبية ،ذلك يحقق سيادة اقتصادية خاصة وان كان تصدير تلك المنتجات بسعر مخفض أو مناسب وغير مبالغ فيه أو حتى إهداء كمية منها  لبعض الدول توطيدًا للعلاقات السياسية .
سرعان ما بدأت الصين تنشر صور المتعافين وخلو المستشفيات من المصابين لتعلن عن انتصارها في تلك الحرب البيولوجية و لترسل رسالة طمأنينة للعالم وللمستثمرين كي يعودوا في أقرب وقت، هذه الدعاية الجيدة التي تقوم بها أمام العالم تسرع بعملية تعافى الاقتصاد.
فعلى سبيل المثال:- إذا اتخذنا الصين وايطاليا مثالا، على الرُغم من أن الصين هي البؤرة الأولى لتفشى الفيروس ولكن إذا عاد المستثمر وعادت حركة الطيران فسيتجه للصين لا لايطاليا لما اتخذته من خطوات حقيقية للسيطرة على الفيروس وقامت بالدعاية المهنية الصحيحة الحقيقية لهذا النجاح.
هكذا الأمر في مصر،لابد ألا ننشر صورة مرعبة أمام العالم ولا صور مليئة بالهلع،على العكس لابد أن نحتوى الأزمة بنجاح ونقوم بالدعاية  الجيدة لذلك النجاح  على أوسع نطاق،نتبنى الدور التطوعي لمساعدة العالم، وننشر صور مصر الحقيقية وقدرتها على التصدي على أي تحدى بل ونصدر خطتنا في التصدي لذلك الفيروس وقدرتنا حتى على صنع العلاج له بعقول الأطباء المصريين.
وفى الدقيقة التي تعود حركة الملاحة الجوية لطبيعتها ومع أخذ كل الإجراءات الاحترازية، لابد أن تكون أبواب مصر غير موصدة أمام المستثمرين الذين تركوا الخراب في بلادهم للاستثمار والسياحة في مصر وتكون مصر هي من أوائل المقاصد الآمنة لهم.
أنها فرصتنا أمّا للنجاة والعودة لركاب النجاحات أو العودة مائة عام للخلف ولن نجد وقتها من يمد لنا يد العون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى